منذ الصغر أحلم – بل و أسعى – كي أكون مليارديرا !
أظن أن هذا هو حلمنا جميعا .. أن نكون كبيل جيتس أو سلطان بروناي .. أو دونالد ترامب ( مين ده ؟) أو محمد الفايد .. أليس كذلك ؟
لا أتكلم عن كونك مليونيراً تقليدياً .. بل اتكلم عن كونك مليارديراً كهؤلاء الآنف ذكرهم..
لا ترى فارقا كبيرا بين المليونير و الملياردير ؟
حسنا .. سأقول لك الفرق :
المليونير يمتلك طائرة خاصة ..أما الملياردير يمتلك مصنعاً للطائرات
المليونير يمتلك قصراً في الساحل الشمالي أما الملياردير فيمتلك جزراً في المحيط الهادي
المليونير يأخذ قروضاً بالملايين من البنوك أما الملياردير فيمكنه انقاذ البنك الدولي من الافلاس
المليونير يحصل على جائزة الدولة الخاصة تكريماً لجهوده أما الملياردير فله جائزة عالمية باسمه تسعى الحكومات للفوز بها
*********
هل عرفت الفرق إذن ؟
هذا ما أتكلم عنه .. الملياردير .. و هو كما ترى , حاجة جامدة جداً !
هل تخيّلت حياتك و أنت ملياردير ؟
لو لم تتخيل هذا من قبل فاسمح لي ان أحكي لك يوما من حياتك حين تصبح مليارديرا..
*********
يوقظك رئيس الخدم البريطاني ( يشبه ألفريد نوبل ) في رفق و يقول لك أن موعد استيقاظك قد حان ..!
تتمطى في سريرك المصنوع من فراء المنك .. و تتوجه للمول الذي سنسمّيه مجازا : الحمام !
يقوم خبراء المساج الألمان بتدليكك و يساعدونك في أخذ حمامك الصباحي .. زيت الجوجوبا المخلوط بعشب التاتانا النادر كي تقوم بغسل قدميك
ترى الشامبو الجديد الذي أنتجه المصنع السويسري لمواد التجميل (تشارك بثلاثة أرباع أسهمه) فتلقي به بعيدا لأنك تفضل الشامبو المصنوع يدوياً و الذي يتم تحضيره لك خصيصا كل يوم
تفصل رئيس خبراء التجميل ( يشبه توم كروز ) و تأمر بإحضار فريق آخر..
تذهب لتناول طعام الإفطار مع زوجتك السيدة أتانيا كورنيكوفا.. عارضة الأزياء الشهيرة و صاحبة لقب ملكة جمال الكون لعشرة أعوام متوالية
( أي منذ كانت في الخامسة عشر من عمرها!)
تبدأ في تناول الإفطار المكون من.....
- " تليفونات مهمة يا مومبيه...."
هكذا يهتف أحد مديري أعمالك ( يشبه نظيم شعراوي ) ..
تتناول تليفونك العاجي لترى ما هناك ..
- " ألو يا مومبيه .. منجم التايتينيوم بدأ في النضوب .. نعمل إيه ؟"
-" ألو يا مومبيه .. عمّال مزرعة البن في البرازيل يعلنون الإضراب.. نعمل إيه ؟"
تجيب التليفونات في سرعة و لا تجد الوقت لتناول الإفطار.. تقبل زوجتك ثم ترتدي ملابسك ( بمساعدة فرزاتشي ذاته ) ثم تغادر المكان ...
تركب طائرتك الخاصة ( يقودها قائد سلاح طيران أمريكي سابق) كي تصل سريعا.. و في الطائرة تأتيك تليفونات هامة :
- " ألو يا مومبيه .. انخفضت أسعار أسهم داون جونز.. نعمل إيه في عقارات طوكيو ؟"
- " ألو يا مومبيه .. بورصة نيويورك اتضربت .. نبيع و لا لأ ؟"
تأمر الطيار بتغيير وجهتك كي تذهب إلى مقر شركتك في واشنطن كي ترى ما هنالك.. لكن تأتيك تليفونات أخرى:
- "ألو يا مومبيه .. حكومة ليكتونيا أممت مصنع السفن.. نعمل إيه ؟"
- "ألو يا مومبيه .. فيه جزيرة بتتباع في الأطلنطي .. نشتري ؟"
تصل إلى مكتبك في شركة البرمجيات في الولايات المتحدة.. منافسة مايكروسوفت ليست سهلة و تحتاج إلى تركيز.. تأتيك أخبار هامة .. و كلها كالمعتاد تحتاج قرارا سريعا ..لكنه مصيري لأننا بنتكلم في مليارات..
- "ألو يا مومبيه .. مصنع الحديد المسلح في تنزانيا انفجر.. نتصرف إزاي ؟"
- "ألو يا مومبيه .. عشرين قضية مرفوعة ضدنا في موسكو .. نعمل إيه ؟"
تتناول طعام الغداء في المكتب لأن الوقت لا يسمح.. بعد دقائق عليك أن تطير إلى هولندا لأنك ستفتتح مشروعك العملاق الذي تغطيه وسائل الإعلام العالمية .. لا تنس المؤتمر الصحفي في التشيك.. و حفل الأوسكار الذي دعيت له , سيحزن أنتوني هوبكنز لو لم تذهب..
- "ألو يا مومبيه .. فرع مصنع العطور في باريس بيخسر .. نغيّر خطة التسويق ؟"
- " أيوه يابني .. أنا عمك حسنين من البلد.. لازم تيجي عشان بنت خالة عمتك بتطاهر ابنها.. لازم تيجي يابني أحسن الناس تاكل وشّنا..دي الأصول يابني..!"
- .......
*********
لا أظن أن هذه الحياة مسلية كما ظننتها..
لذلك سأغير طموحي قليلا.. فمن المهم أن يتواضع المرء من حين لآخر..
لن أكون مليارديراً
...بل يكفي أن أكون مليونيراً
!!!