لقاء الفراق

موضوع: لقاء الفراق الإثنين يونيو 11, 2007 1:51 pm

جلسنا ، في تلك الطاولة التي إعتدنا أن نجلس بها في كل لقاءٍ بيننا ، تتناقد الأحاسيس بنا ، تارة بالشوق واللهفة والفرحة ، وتارة أخرى خوفاً من مرور الوقت ونهاية اللقاء .
لقد شعرت بفرحة المقاعد ، وسعادة الطاولة من نظرات أعيننا أشعر بفرحتها وخجولها من لقاء أعيننا وأيدينا ، وسمعت صوت الفناجين وهي تتحدث كما في كل لقاء ، تحكي عنا وتتهامس وكثيراً تتشاجر في الصراع على أول من يكون له اللمسة الأولى من شفتيك ،
فسارعت أنا بالتحدث لهفة لسماع صوتك الذي يطربني بأعذب الألحان ، لكنني رأيت في عيناك نظرة تُفقدني كل كلماتي ، تتطاير الحروف من فمي وكأنها تهرب لا تريد أحداً أن يسمعها أو يدركها ، وفوجئت بإنسحاب يدك من عالم يدي ، وبدأ الصمت في السيطرة على اللقاء ، وظلت شفتيك متجمدة وكأنها قد حكمت على الحروف بالسجن الأبدي .
أراها تحاول كسر الحاجز الصمتي الذي صنعتيه أنتِ ، تحاول أن تخرج لكنك ما زلت لم تعطيها الأمر بالخروج ، تردد بلا حدود ، ظلماً بلا قصد .
فقلت : تكلمي ...، ماذا بكي ...!
علي أشفع للحروف عندها وتأمر بالعفو عنها ، ويا حسرتي ....!
فقد أدركت الحروف سهام قاتلة في هيئة كلمات تخرج من شفتيها تتصارع على السكون في كل أجزاء جسدي ، تتمثل في جملة واحدة .....
هذه هي النهاية ....،
فغاب عن عيني كل شئ تراه إلا شفتيك وهي تطلق بالسهام القاتلة في وجهي وكأنك تقصدين فعل ذلك .
فتوقف شجار الفناجين ، وصارت ترتعش خوفاً من أن تلامس شفتيك بعدما كانت تتشاجر عليها ، وما رعشتها إلا رعشة يدي وإحساسي بإنهيار كياني .
وبدأت دموعي تطرق باب عيني ، لكني لم أبالي ، وأخذ قلبي دوره في البكاء وأصدر أمراً بإغلاق كل الأبواب ، وها أنتِ يا نفسي مرة أخرى تفتحين أبوابك للحزن والألم .
فأدركت من بعدها تردد شفتيك ، ونظرة عيناك ، وأن مأساتي في الحياة هي إيماني بالحب وأن الشئ الوحيد المشترك بين الناس هو الألم

زائر

روووووووووووووووووعة والله