بسم الله الرحمن الرحيم
هذا السؤال أرسله لي شاب نصراني يقرأ عن الاسلام وله بعض الشبهات:
جاء في سورة الكهف 18: 83-86 وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّالهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً .
ويقول تفسير البيضاوي على هذه الآية: إن اليهود سألوا محمداً عن إسكندر الأكبر، فقال إن الله مكّن له في الأرض فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! وسار إلى المكان الذي تطلُع منه الشمس فاكتشف أنها تطلع على قوم لا يسترهم من الشمس بيوت أو ثياب! وسار في طريق معترض بين مطلع الشمس ومغربها إلى الشمال فوجده ينتهي إلى جبلين، فصبّ بينهما ردماً من الحديد وكوَّن بذلك سداً منيعالا يدركه إلاّ الله يوم قيام الساعة! وقال البيضاوي: إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال في ماء وطين".
ونحن نسأل: إذا كانت الشمس أكبر من الأرض مليوناً وثلاثين ألف مرة، فكيف تغرب في بئر رآها ذو القرنين ورأى ماءها وطينها ورأى الناس الذين عندها؟؟
____________________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
قل له ما يلي : ـ
أولا :-
ليس كل ما في كتب التفسير يكون صحيحا فبعض علماء المسلمين أحيانا تكون عناية بعضهم بجمع الروايات التاريخية أكثر من عنايتهم بدراستها من حيث الصحة والضعف
ثانيا :-
ليس هناك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تغيب في عين ، بل هناك أحاديث صحيحة أنها عندما تغيب عن بعض نواحي الارض فإنما تكمل دورتها ـ
ثالثا :ـ
علماء المسلمين يعلمون أن الشمس لاتغيب عن كل الناس ، بل تغيب عن ناحية من الارض دون ناحية أخرى ، ولهذا السبب سئل علماء المسلمين عن مسلمين يعيشون في أرض لاتغيب عنها الشمس ستة أشهر ـ شمال أوربا ـ كيف يصلون ، فأفتوا أنهم يقدرون للصلاة قدرها بالقياس على أقرب دولة تغيب عنها الشمس ويؤدون الصلوات الخمس على وفق ذلك، وقد ذكر هذا ابن كثير توفي في القرن الثامن الهجري ذكره في كتابه البداية والنهاية
رابعا :-
معنى قوله تعالى ( تغرب في عين حمئة ) كما ذكر ابن كثير في تفسيره أي يبدو للناظر أنها تغيب في العين ، كما يبدو للناظر إلى مغيب الشمس جهة البحر أنها تغيب في البحر ، وهذا هو المعروف عن علماء التفسير المسلمين
خامسا :-
علماء المسلمين يعلمون منذ زمن بعيد أن الشمس أكبر من الارض وأن الارض كرية الشكل وأن السموات فوقها تحيط بها من جانب ، وقد ذكر هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في كتبه
سادسا :-
وما ذكره البيضاوى هنا في تفسيره من قبيل جمع الروايات التاريخية لا تصحيحها واعتمادها ، ويوجد في الانجيل المحرف بيد النصارى من الحكايات الخرافية ما هو أضعاف أضعاف ما في كتب بعض علماء المسلمين الذين لايعتنون بتصحيح الروايات ، ولكن لايوجد في القرآن العظيم ولا فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يعارض الحقائق العلمية الثابتة ، كما لا يوجد مثل ذلك عن أحد من الانبياء السابقين حتى عيسى عليه السلام ولكن النصارى حرفوا تعاليم عيسى عليه السلام ، وصار ما بأيديهم الان من الانجيل والدين هو دين آخر غير ما جاء به عيسى عليه السلام ، فإنه عليه السلام قد جاء بالتوحيد الخالص ، عبادة الله وحده ، وأنه عبد الله ورسوله وتحريم الخنزير والخمر ، والتبشير بمحمد صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى اتباعه لان أتباع محمد هو اتباع لعيسى عليه السلام وكل الانبياء ، ومن كفر بنبي واحد فهو كمن كفر بجميع الانبياء عليهم السلام والله
م ن ق و ل