ماذا اعددت لرمضان ؟؟
, ضيف كريم سيزورك بعد شهر . فهل انت مستعد لزيارتة؟؟
لا شك أنها زيارة ضيف عزيز وغالٍ ولا نراه إلا كل عام مرة واحدة.. نعم إنها مرة تدوم إقامة
كاملة ليلآ ونهارًا لمدة شهر، ولكن رغم أنه عزيزٌ علينا جدًّا وله في نفوسنا مكانة غالية ورغم
أنه يبقى في بيوتنا شهرًا إلا أنه يحمل معه لنا هدايا ليس منه ولكن ممن خلقه واختاره لينزل
فيه القرآن دستور الأمة ونور هدايتها بل هداية البشرية جميعًا إلى يوم القيامة.
هل رأيتم ضيفًا بهذا الكرم؟
! يكرمنا هو لا نحن الذين نكرمه، يحمل معه الهدايا الثمينة من أجور وحسنات ومغفرة
ورحمات ولا يأخذ هو شيئًا..
ضيف كهذا كيف لا نسعد به ونتمنى عدم مغادرته بيوتنا؟!!، كما قال- صلى الله عليه وسلم-
"لو علمت أمتي ما في رمضان من الخير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان".
لقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يشتاق لرمضان من رجب شوقًا شديدًا فيدعو ربه
ويُعلِّم المسلمين أن يدعوا ربهم بهذا الدعاء الجميل "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا
رمضان".. فهل يُعقل أن يكون كل هذا الفرح بقدوم رمضان فرحًا ماديًّا بالكنافةِ والقطائف
والمكسرات ومدفع رمضان والإفطار على الخشاف وقمر الدين ثم المسلسلات حتى السحور
على ما ندخره في المعدةِ تخزينًا حتى يأتي المغرب لنستكمل مدد الأكل والشراب؟
إنَّ هذا هو ما يسعد الأطفال، أما الكبار أما المؤمنون الكبار فهؤلاء يقول لهم رب العزة:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ (يونس: من الآية 58).
هل يُعقل أننا سنبدأ الاهتمام بالقرآن الذي جعل الله شهر رمضان هو للاحتفال بنزوله في
العالم الإسلامي كله منذ ما يزيد على 1400 عام وحتى قيام الساعة، هل يعقل أن نبدأ
الاهتمام به وبالصيام عند حلول رمضان؟
! أم نستعد لهما بالتدريب على القراءةِ الصحيحةِ
للقرآن قبل رمضان ونتدرب على صيام الجوارح وصيام القلب واللسان بالذات قبل حضور
رمضان لكي يكون صيامنا في المستوى المطلوب الذي نحصل فيه على أعلى أجر؟
هل لو لدينا قطعة قماش صوفية أو حريرية غالية هل نتدرب فيها على التفصيل أم نتدرب في
غيرها لكي يكون عملنا مع الشيء الثمين في المستوى الذي يليق به من الحرص والدقة
والإتقان؛ فرمضان يا سادة شهر غسيل الذنوب وتطهير القلوب رمضان يا سيادة شهر القرآن
وشهر صلة الأرحام؛ رمضان يا سادة شهر الجهاد ومناصرة المجاهدين بالدعاء والتبرع
والمقاطعة لعدونا وعدوهم.
أما مَن لا يتورعون عن ظلم غيرهم ومَن يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا.. ﴿وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39)﴾
(الزخرف)
فلا عُذرَ لكم فأنتم عبيد لله ولستم عبيد المأمور كما تقولون.
وأما أنتم يا كل المظلومين يا كل المستضعفين فحسبكم أنَّ الله معكم ولن يتركم أعمالكم،
ودعواتكم يقسم الله عز وجل بعزته وجلاله لينصرنها ولو بعد حين.
فرمضان يا اخوانى شهر الانتصار على الشهوات لا شهرَ انتصار الشهوات علينا؛ رمضان يا سادة شهر تقوية العزيمة والإرادة؛ رمضان يا اخوانى شهر القرآن الذي لا يمكن أن نتذوق حلاوته كما في شهر نزوله.. رمضان يا سادة شهر الانتصارات لا شهر الهزائم.. فهلا جعلنا صيامنا هذا العام وقيامنا وزكاتنا هذا العام غير كل الأعوام السابقة لعله يكون آخر رمضان في عمرنا فتكون حسن الخاتمة وإن أحيانا الله وأحياكم وتفضل علينا وعليكم بأن شهدنا بعده رمضانات فتكون بداية صلح مع الله وصلح مع الناس لمزيدٍ من رفع الدرجات في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين نزل القرآن هدى لهم ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ والذين غاية غاياتهم من رمضان ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾