تفضلوا القصة دى.... منى ليكوا :D و عايزة رايكوا و عموما ان كل مابلاقى حاجة حلوة بجيبهالكوا زى ما اتفقنا ;)
ذهبت كعادتي كل يوم احد الي هذا الرجل العجوز الذي قارب التسعين من عمره لأبحث عنده عن الكتب القديمه والنادره , اشتريها واقرأها , ولكن اليوم لم يكن كعادته ينتظرنى امام باب حانوته العجيب الكئيب -الذى يشبهه, فى نفس الوقت الموعود أسبوعيا يستقبلنى بترحاب كبير ويدخلنى معه المخزن فأبحث عما اريد او أختار مباشرة ما يعجبنى من تلك الاكوام المتراصه فوق الرفوف العاليه.
لم اجده فى هذه المرة فى مكانه و الحانوت بدى حزينا اكثر من المرات السابقه فناديت عليه ولم يجبنى احد فدخلت باحثا عنه .
كان الظلام يعم المكان - برغم من ان الشمس لم تغرب بعد - ولكن غرفه المخزن كانت مضاءة بنور خافت , فتوجهت نحوها مناديا و دخلت و لأول مره رأيت فتحه في الحائط وكأنها باب خفي في جانب الغرفه ففكرت ان افتحه وبسرعه طردت الفكره حتي لا اتهم بالتطفل ثم عدت وصممت علي الدخول فربما يكون الرجل في خطر او اصيب بسكته قلبيه ومات خصوصا وانه ليس مستبعد من قائمه المتوفين , ولم اصبر كثيرا فدخلت الغرفه غير عابئا بترددي وبالفعل وجدته مكوم علي الارض محتضنا شئ كانه يخشي عليه فجريت نحوه افحصه لاجد جسده باردا للغايه وقد فارقته الروح.
كادت دمعه تزرف من عيني فتمالكت نفسي وهممت بالخروج لاحضار المساعده ولكني توقفت فقد دب في نفسي فضولا مفاجئ ان اعرف ما كان يحتضنه فالتفت جالسا بجانب الجثه ومددت يدي لأخلص الشئ من أحضانه و لم تكن العمليه سهله علي الاطلاق بل كانت كـخليص جسد الغزال من بين فكي الاسد .
واخيرا استطعت ان اصل لمبتغاي والذي كان مصباح قديم يشبه ذلك الذي في حكايه علاء الدين فابتسمت ساخرا وقمت بحكه مثله متخيلا الدخان وهو يخرج من المصباح ليتجسد في شكل عفريت من الجن فأتسعت الابتسامه علي شفتاي وتحولت الي ضحك هستيري... توقفت فجأه عندما وجدت الدخان يخرج بالفعل من المصباح ليتجسد في شكل العفريت الضخم والذي لم يكن للوسامة او الطيبه بقريب خاصه عندما فتح فاه ليتكلم فخرج صوته البشع يقول:
" شبيك لبيك يا عم حسان ... "
فأنتبه العفريت الى ان الواقف أمامه ليس عم حسان فوجدت وجهه ترتسم عليه علامات غضب وشر فأصبح أقبح مما كان وسألنى عما اكون واين هو العم حسان فأشرت نحو الجثة الممددة على الارض دون ان اغير وضع عينى او اتفوه بأى كلمة فقد كانت الدهشة متملكة مني.
فضحك العفريت وتعجب من القدر فسألتة عن سبب ضحكة فأخبرنى قائلا :
"- لقد كان هذا الفاني يطلب منى ان أتى له بعدد هائل من الكتب وكأنه سوف يعيش ابدا ليقرأها "
ثم اطبق حاجبية وصاح بى :
- والان اشكرك على مساعدتك لى بتخليصى ... وداعا .
- ماذا؟! ... انتظر... اى وداع يا رجل ؟! ... انا لدى امنيات كثيرة اريدك ان تحققها لى .
- تلك ليست مهمتى يا فتى ... اذهب لتحقق امنياتك بعيدا عنى .
تملكنى غضب شديد وكدت ان اصرخ فى وجهه الا ان فكرة خطرت ببالى كنت قد رأيتها فى احدى الافلام الامريكية القديمة الذى كان يحكى قصة خرافية مماثلة فنظرت الى العفريت بخبث وقلت :
- انتظر قليلا ... اننى لا اتخيل كيف كنت موجود من الاصل فى ذلك المصباح الصغير الحجم وانت ...
وقطع كلامى ضحكته الساخرة التى تبعها بتأفف ثم قال :
"- يالكم يا بنى ادم من ضيقى الفكر والتخيل ... فعلها سابقا عم حسان بى فخدعنى وجعلنى اعده بتحقيق كل امانيه حتى مماته وها انت ذا تريد تكريرها ."
ظهرت خيبه الامل والاحباط على وجهى فلما رأهما العفريت قال لى :
"- انتظر ... يمكننى ان احقق لك امنية واحدة فقط لكن احذر وتأنى فى اختيارك فلن تأتى الفرصه ثانيا ... موافق ؟"
أومأت بالموافقة ثاغرا فتركنى العفريت متفقا معى على اننى سوف افكرمليا وعندما احتاجه على ان استدعية بنفس الطريقة .
وعاد السكون على المكان ثانيا فنظرت الى الجثة والتقط المصباح و خرجت مسرعا من الحانوت دون ان يلاحظ احد ما احمله ثم ذهبت نحو اول كابينه هاتف واتصلت بالاسعاف مبلغا عن حاله الوفاه .
رجعت البيت ودخلت غرفتي منفردا بنفسي دون ان انتبه لاي هتافات من عائلتي خبأت المصباح في الدولاب واغلقته جيدا ثم بدلت ملابسي ومددت جسدي عل ان استرخي قليلا وبدأت الافكار تدور بعقلي في عشوائيه مجهده فرتبت افكاري حتي اصل الي القرار النهائي .
هل اطلب مال ؟... لكنه لن يزيدني شيئا فوالدي من رجال الاعمال الكبار في البلد وانا وحيده وبالرغم من انني مدلل قليلا في العائله كنت اذهب مع والدي في شركاته فاتعلم معه كل شئ في العمل حتي اصبحت في مكانة لابأس بها .
الحب ؟.... ان المشاعر لا تصنع بل تخلق وحدها حين يحين الوقت لها.
واما عن العلم والثقافه فها انا في كليه الحقوق بأرادتي الحره وفي نفس الوقت قارئ نهم لكل ما يقع تحت يدي من كتب وقصص .
حقا اني حائر مسكين.... لا استطيع ان اصل لما اريده ظللت هكذا حتي بزغ الفجر فاستطعت ان الهي عقلي لأنام ولكن راحتي لم تدم الا لساعات قليله.
***
استيقظت علي صوت المحمول الخاص بي وبفكر مشتت أجبت علي المتصل لاجده صديقي يخبرني عن قيامهم بمظاهره في الجامعه احتجاجا علي قتل الشيخ العجوز "احمد ياسين" افقت علي هذه الصاعقه تهز مشاعري فلملمت كياني لاقفز من فوق السرير والبس اي شئ اجده امامي وانطلقت مسرعا نحو الجامعه لاقود الحركه التظاهريه خاصه وانني من اهم المحركين لكل الاحداث السياسيه في الجامعه بأكملها
وخرجت الجماهير الغفيره وكأنها طوفان غضب لا يستطيع احد الوقوف امامه او حتي محاوله ردعه عن اتجاهه المحتوم له , الكل كان حزينا غاضبا طفح به الكيل من تلك التصرفات الاسرائيليه الغاشمة والمعتدية وعلى رأسهم كنت محمولا على الاكتاف اهتف بالشعارات ويردد من ورائى الاخرون صوتا واحدا وقلبا واحدا
ووسط كل ذلك خطرت ببالى فكرة وكأنها بريق فى السماء ينير لي الطريق فقد توصلت الى الامنية المفقودة فقفزت من فوق الزملاء لألمس الارض وانطلق كالصاروخ نحو المنزل .
تأكدت من خلو المنزل من اى انسان عداى ثم دخلت الغرفة واغلقت بابها ورائى بالمفتاح فأخرجت المصباح من مخبأه وحككت جانبه بيدى ووضعته على السرير منتظرا خروج العفريت منه ظهر امامى قائلا كلمتة المعتادة :
"- شبيك لبيك ... تطلب ايه ؟ "
نظرت اليه وفى عينى نظرة ظفر :
"- هيا ... افصح عن امنيتك الوحيدة ... واتمنى ان تكون فكرت مليا بها .
- لا تخف يا صديقى العفريت لقد تأنيت بما فيه الكفايه ولم اجد خير من تلك الامنية الغالية .
- وما هى اذن ايها الفتى ؟
- اريدك ان تمحى لى اسرائيل من فوق الارض .
- ماذا ؟! ... اى طلب احمق هذا ؟!
- تأدب فى حضرة سيدك ايها العفريت المتبجح .
- اى احترام هذا الذى تطلبه منى وانت تتفوه بهذا الحمق ؟
- ليس بحمق انما هى امنية لطالما حلمت بها , ان يرتاح العالم كله من هذا الشعب الغاصب ... ثم لماذا انت غاضب هكذا ... أتكون اسرائيلى وان لا اعلم ؟
- كفاك حمقا وتريث ... ان تمنى الشىء لا يلزم تحقيقة ... سوف تودى بنفسك وبعالمك هذا الى هاوية لا قرار لها ... تعقل ايها الفتى وفكر ثانيه .
- اننى مصر على طلبى وعليك ان تحققه لى ."
نظر الى وكأنه يستحثينى على العدول عن طلبى ولكننى كنت كالصخرة فطأطىء برأسه مرغما ومطيعا
"- امرك مطاع ايها السيد الصغير المتسرع ."
ثم اختفى لوقت قصير وظهرثانيه ليخبرنى ان الامر قد نفذ على اكمل وجه ثم نظر الى مشفقآ وودعنى ورحل نهائيآ .
مرت دقيقتان وانا لا اصدق الامر حتى وجدت الهاتف يرن فأجبت واجدآ والدى على الناحية الاخرى يهتف لى لافتح التلفاز واسمع الاخبار الجديدة.
تركت السماعة واتجهت نحو التلفاز لافتحه فوجدت جميع القنوات المحلية والفضائية تتحدث عن الدمار المفاجىء الذى اطاح بدولة اسرائيل ماحيا من عليها كل اثر للحضارة والحياة .
تملكتنى الفرحة والسعاده ... فقد تخلص العالم من هؤلاء القوم خاصة وانه كنت انا من تسبب فى كل ذلك .
استطعنا اخيرا ولنهاية العالم التخلص من تلك المضايقات السخيفة التى كنا نتلقاها منهم.
اخيرا انتقمت لاجل كل الشهداء الابرار الذين قتلوا من اجل حرية بلادهم .
توقفت سعادتى فجأة واحتل روحى احساس بالضأله والحقارة , اى انتقام هذا؟ .... لقد فعلت معهم كما فعلو معنا تماما ... اخذتهم على خوانه بقو’ تفوقهم الاف المرات , وياليت القوة كانت بيدى انما بيد ذلك العفريت الذى حاول ان يحذرنى وبحماقتى لم استمع اليه .
لم انتبه ان ما طلبته كان معدوم الشرف والعزة.
وبدلا من ان انتظر احد ليحارب لى كان على ان اذهب وانتزع حقي من براثن العدو فلا اخاف واهرب أو ارتاح و أنام في سريري منتظرا الخلاص .
فأن الشرف لكل مواطن ان يحرر نفسه بنفسه لا ان ينتظر "صلاح دين" اخر يخرج من كتب التاريخ فيأتى له بحريته التى تقاعص عن استردادها .