ذلكَ العام ...
عندما أفكر بهِ وأتذكر الأحداث التي جرت وحملها إلي
أدركُ جيداً أنه عامٌ مليءٌ بالمشاكل والصدمات !
وعلّ أكثر ما شعرتُ بالاختناق بسببه ... غير وفاة جدي رحمه الله
قصة صديقتي ... معه !
ذاتَ يومٍ دراسيّ ...
دخلت صديقتي " آلاء " ... الصف
ترتدي عباءتها السوداء كالعادة ... ولكنها هذهِ المرة أشد سواداً !
ولم تكن تحمل كأسها " الكابتشينو " ذلكَ اليوم !
نظرتُ إليها عن غير قصدٍ ... فرأيتُ أعيناً ورمها الدمع قبل ليلةٍ
خشيتُ أن يكن هناكَ شيءٌ بينها وبين خطيبها ... " محمد "
بعدما كتب كتابه عليها ...
وكانا يعيشا قصة حبٍ ... أكثر من رائعة
سألتها باختصار شديد بعينيّ ... أهناكَ شيء ؟
فتبسمت ... بيأس !
بعد قليل ... لم نرَ إلا آلاء قد ضاق نفسها ... وسيغمى عليها
ولم تشأ أن تتفوه بأي حرف ...
اتصلنا بأبويها ... فحضرا وأخذاها
عندما عدتُ إلى المنزل ... اتصلت بها أطمئن عليها
وأسألها ما بها ...
أخبرتني حينها أنه لا شيء بينها وبين محمد
ما أراحني قليلاً ...
حلفت عليها أن تخبرني ما هناك ...
فقالت لي ... " أعلم أنه ليس لكِ القدرة على احتمال الأمر ... رجاءً أقفلي السماعة وكفاكِ حلفاناً "
ما أثار جنوني ... حتى سببتها
فضحكت ... وقالت " أخشى عليكِ الصدمة "
فعدت وشتمتها ... حينما بدأتُ بسماع دقات قلبي
وكأنه هناكَ من في جانبي يدق على طبل !
أجابتني ... " حسناً ... أنا مصابةٌ بالسرطان "
أذكر وكأني لم أسمعها حينها ... أو لم أعِ ما قالت ... أو لم أكن قادرة على استيعاب ما قالت !
لا أدري !!
بدأ البرد يزحف لأطرافي شيئاً فشيئاً
وبعد صمتٍ ... لا أدري إن كنت أطلته
قلت لها .. " بعد قليل أحادثكِ "
وأقفلت السماعة في وجهها !
عاودَت الاتصال مراراً وتكراراً هي وصديقتي الأخرى ...
جمعتهما على ذات الخط ...
وبدأت أحلف وأقسم ...
قسماً ... لو كان مزاحاً ما تقولين لن تعلمي ما سيحصل لكِ ...
تمنيت لو أنها قالت ... نعم مزاح
ولكن للأسف ... لم يكن كذلك !
مرت أيام ... وبعد تلك الصدمة التي للآن لم أنسَ الجنون الذي أصابنا حينها أنا وصديقاتي
وعندما كانت صديقتي بأمسّ الحاجة ... لصدرٍ يحتويها
لكتفٍ ... تلجأ إليه تبكي وتبكي وتفرغ شحنةِ جنون قد تصيبها
خاصةً أيام الاختبارات النهائية ...
تركها ...!
وتخلّى عنها ...!
دون أن يعلم ما سببه من دمارٍ وخرابٍ برحيله
دون أن يعي أنها اليوم ... أصيبت بالسرطان
وليس عندما أخبرها أحد الأطباء بخبثه في رأسها !
وأن صدمة تخليه عنها ... أكبر بكثير من صدمة إصابتها بذلكَ المرض الخبيث !
كم كنتُ أرغب بالوصول إلى رقم هاتفه ... لأسمعه بعض الكلمات التي لا أعلم إن كان سيعيرها اهتماماً !
ولكن هي ... حاولت جاهدةً ألا أحصل عليه
حتى ... لا أزعجه !!!
إيمانها بالله كان شديداً ... ما كان سبب صمودها
وشعورها أنها أقوى منا جميعاً
أصدقائي ...
كنتُ أستطيع أن أدرج القصة في أي قسمٍ آخر
ولكن أرغب بسماع آرائكم ...
خاصةً الشباب منكم ...
وتجيبوني ... بكل صدق
إن حدثَ معكم ما حدثَ مع محمد لا سمح الله ... ما كانت ردة فعلكم ؟
ما ستفعلون ...؟
ربما كان على صواب ... ولكن أريد أن يقنعني أحدكم أنه على صواب
والفتيات ...
إن حدث وارتبطت إحداكن بإنسانٍ ملأ الحياة عليها
وفجأة ... شاء القدر باستفزازه المعتاد أن يمرض بمرضٍ خبيث ؟
ما ردة فعلكنّ ؟؟
أتمنى أن تشاركوني الحديث
وتجيبوني بكل صدق
تحياتي للجميع ...
ودعائي لكم بوافر الصحة ولأحبائكم