القصة دى فيها معنى حلو اوييييييييييييييييييييييي..... ياريت تعجبكوا .... تعالت اصوات المناديين فى موقف عربات الاجرة المنشأ بأخر "مدينه نصر" يدعون الناس للركوب , وتتعالى الهتافات ومعها الزبائن يملؤون السيارات , كل فرد حسب وجهته و كل عربه حسب دورها .
ووسط ذلك الروتين المعتاد يوميآ تمتلىء احدى العربات قبل دورها فيركب السائق الذى لملم الركاب دون ان يشعر احد وادار المحرك لتبدأ السيارة بالتحرك , ولم يكد يبتعد حتى وجد امامه سائق العربه التى تنتظر دورها يعترض طريقه وبجانبه تابعه فينزل الرجل من مكانه بالعربه ويبدأ الاشتباك بينهم ويحاول الناس والسائقين الاخرين الفصل بينهم وبعد دقائق من وصله سب عظيمه تناولها الرجلان استطاع المتفرجون ان يخلصوهما من بعض فنحى البعض السائق الاخر وهو لا يكف من وعيده للاول الذى اجلسه اخرون فى سيارته وحثوه للابتعاد وعدم الانتباة لزميله.
وانطلقت السيارة تشق الطرق تتوقف أحيانا لينزل أحد الركاب أو يصعد اخر حتى اقتربت من قسم البوليس فوجد السائق احد الامناء يشير له للتوقف .
هدأت السياره من سرعتها حتى توقفت امام الامين فنظر السائق اليه متمتآ بصوت منخفض:" استر يا رب"
حدق به الامين والذى وقف على الناحيه الاخرى من السائق ثم يطلق نظره عامه على الراكبين مليئه بالشك والاتهام وكأنه من كثرة تعوده عليها اصبحت تلازمه بلا انقطاع وتوقفت عينيه على شابان يجلسان فى اخر السيارة وتعتلى ابتسامه بلهاء وجههما وتلاقت النظرات فطأطأا رأسيهما وزاغا بنظرهما وكأنهما لا ينتبهان اليه.
ويعود الامين ليلتفت للسائق فيقول له :
-" وصلنى رمسيس معاك .
- يا سلام يا باشا .... ده انت تنور الميكروباص والله ."
يطلق السائق زفرة راحه ويمد الامين يده نحو المقبض ويفتح الباب الامامى ويصعد جالسا بجانب الاول والذى انطلق بالسيارة مبتعدا عن القسم وبصحبته الامين لا يلتفت نحوه مطلقآ .
# # #
ياله من عمل مذل ويجعلنا نرى اناس مستغلون يستخدمون سلطتهم للبطش بالجميع وسلب ما يكنهم من الاخرين.
ولكن ليس باليد حيله ماذا كنت افعل؟ ... أأرفض ركوبه معى مجانآ واستغلاله لى ولضعفى خصوصآ وانا ليس معى اى رخصه ان كانت للتسيير أو حتى للسيارة ... يالى من مسكين , ضعيف .
على كل , فأنا المستفيد الاول فلن يستطيع احد ان يسألنى او يوقفنى وهو معى بالتاكيد سيتذكر ذلك الامين ما فعتله معه ويقف بجانبى ان احتجت له وما الثمن ؟! انه جنيه واحد لا غير ... انها صفقه رابحه لى .
# # #
" استرها يا رب معايا"
قالها السائق وضغط اكثر على البنزين لتزداد سرعه العربه .
انطلقت ضحكه من احد الشابين الجالسان بالخلف وينظر لصديقه الذى احمر وجهه ثم يزداد ضحكآ .
# # #
(بصوت منخفض)
"- كفايه بقى ضحك .. الامين حيحس.
- وفيها ايه ما تسيبه يحس (يستمر ضاحكآ)
- انت عاوز تجيبلنآ مشاكل وخلاص .
- يا ابنى هو احنا واحدنا اللى بنشرب حشيش... مصر كلها بتشرب ومش بعيد يكون الامين نفسه بيشرب ... ولا يهمك .
- بس برضه ممكن يحصلنا مشكله من ناقصينها .
- بطل قلق ... هى يعنى اول مرة نشرب فى الشارع .
- مش عارف انا مش مطمن ."
(يجحظ عينيه فى وجه صديقه)
"- طب عينى محمرة قوى .
- كده مش الامين اللى حيعرف , الدنيا كلها حتتأكد ."
(يلتقت نحو النافذه المجاورة ثم يعود ثانيه)
"- سيبك وبص على المزة دى ."
# # #
صدرت زفرة اعجاب من فتى جالس فى وسط السيارة وصعدت الفتاة لتجلس امامه بجانب رجل مسن , كانت الفتاه ترتدى اقل القليل من الملابس واضحا عليها الابتزال الشديد والسفور البالغ.
لو تنحنى الانظار من عليها لفترة من الوقت منها المعجب ومنها الساخط المعترض ومع ذلك لم تهتز شعرة واحده منها واثقه من نفسها ومن امكانيتها
كانت غير مباليه بالاخرين وبما تخفى صدرهم وتصرح به عيونهم
"انا اسمى عمر وانت؟"
قالها الفتى بصوت مسموع قليلا و هو مائل للامام مقتربا من راس الفتاه غير عابئآ بالاخرين وكانه يفعل شيئآ عادي وطبيعى.
# # #
أكان صوتى عاليا ان ذلك الرجل ذو اللحيه ينظر الى ولكن ما باله هو انا حر فى افعالي وليس من حق اى احد ان يتدخل فى تصرفاتى وما دام قد سمعنى الرجل فقد فعلت هى الاخرى فلماذا لا ترد على او حتى تؤمئ برأسها معبره عن استجابتها لى .
تكون محترمه؟ بالرغم من سفورها وركوبها عربه الاجرة فى ذلك الوقت المتاخر .
لا انها بالتأكيد قد استمالت نحو الشابان الذان يجلسان فى اخر العربه ... ولكن ما الشىء الناقص عندى وجدته هى فيهما ايكون العمر هو العامل فى ذلك ظنت ان عمرهما اعطاهما خبره اكثر منى يا لها من حمقاء.
# # #
"- ايه رأيك يا عم؟ احنا نشوف هى نازله فين ووراها طوالى .
- هو احنا فاضيين ... مش فى ناس مستنيين فى الشارع .
- سيبك منهم .
- ازى يعنى؟
- احنا مش عملنا دماغنا وخلاص .
- طيب وهو مش من حقهم يعملو دماغ برضه ثم دول دافعين معانا .
- حنبقى نقولهم اى حاجه .
- لاء انا مش موافق .
- طب اسكت بقى اصل انت فقرى ."
# # #
التفت الفتى للوراء ونظر نحو الشابان ثم عاد للامام وهو يتأفف متضايقا وبعد دقائق بدأ محاولاته ثانيه لاستماله الفتاه اليه بلا ايه نتيجه ولم تظهر الفتاه ضيق ظلت في وضعها السلبى وفجاه صدر صوت مغنى يهتف بأغنيه من الطراز الحديث من مكان ما فتحركت يد الفتاه لتخرج محمولها من الحقيبه التى كانت تحملها ووضعته على اذنها مجيبه بصوت منخفض :
" ايوة يا بيبي فيه ايه؟! ... طب ما انا جايه اهو يعنى حاعمل ايه هو انا اللى سايقه ... اصلى مالقيتش حاجه اركبها بسهوله ... خلاص مسافه السكه وصبر نفسك لحد ما اوصل سلام ."
اعادت المحمول لمكانه وهى تلتفت برفق تنظر لمن حولها فى ريبه .
نظر السائق الى الامين الذى التفت اليه بدورة ثم تبادلا ابتسامه فمد السائق يده الى درج بجانبه واخرج شريط ووضعه فى التسجيل ثم شغله فانطلق صوت الشيخ الطبلاوى مرتلا ايات سورة البقرة يملاء العربه وضحك احد الشابان ضحكه مكتومه وتبادل الهمس مع صديقه .
وعلى ناحيه اخرى ظهر الضيق على وجه الرجل الجالس بجانبى وكأن رائحه كريهه ملآت المكان وبدأ يتململ فى مكانه بأزعاج واضح .
# # #
هذا السائق سخيف جدا ليس من حقه ان يجبر الناس سماع ما يريده هو ... فلا يراعى رغبه من هم ليس على دينه , ثم اننى اشعر بالريبه تجاه ذلك الرجل الجالس بجوارى , لحيته الضخمه تلك وكأنه يشبه هؤلاءالارهابيون الذين نراهم فى نشرة الاخبار كل ليله ان صدره ضخم للغايه بالرغم من سنه المتقدم ايكون حامل متفجرات يستعد بها للقيام باحدى عملياته ... لا لن ادع الريبه تتملكنى !
# # #
نظر الرجل بطرف عينه وهو يقول للسائق بصوت غاضب :
" لو سمحت يا اسطى تخلى السمع على مستواك وراعى ان فيه ناس غير مسلمه ممكن يكونوا راكبين معاك ."
# # #
ماذا افعل فى نفسى هذا الرجل العجوز لم يزل يحتك بقدمه فى منذ ان ركبت العربه ... و انا قد اخترت الجلوس بجانبه حتى ابتعد عن مضايقات الناس لى وذلك الطفل الذى يجلس ورائى لا يمل من معاكستى انا لا افهم اكانت تنقص عيال ايضا.
الايوجد احدهم يرحمنى مما انا فيه .
وكيف اشكيهم ... سيلومنى الجميع بالطبع لما ارتدى ولتأخرى فى الوقت ايضا
ايظنون ان اى فتاة ترتدى بحريه قليلآ تكون ساقطه تعطى جسدها لاى احد
الا يتركون الاخرون فى حالهم وعلى حريتهم .
ولكن هم معزورون ... ليس لهم غير الظاهر وليس الباطن , يرون فتاه بملابس خارجه فى نظرهم تخترق الطرق فى وقت متاخر لن يخطر ببال احدهم ان قد اكون عائده من احتفالآ لاحدى صديقاتى بذكرى ميلادها ولن يجول بذهنهم ان من كنت اتكلم معه هو اخى الصغير الذى يطمئن على ولن يدعوا افكارهم تظن اننى قد تاخرت بسبب قله المواصلات فى تلك المنطقه وانتظارى طويلا حتى وصلت الى اقرب طريق اركب منه تلك العربه المشئومه.
يا ربى ارحمنى مما انا به !
# # #
"والله لو مش عاجبك يا استاذ ممكن تنزل "
وعلى غفله امال السائق بالسيارة نحو جانب الطريق وتوقف بقوه فاضطررت ان اتدخل حينها وقلت للسائق :"عيب يا اسطى ده مش اخلاق ... الدين لم يقل ان نجبر الناس على سماع القرأن انت ممكن توطى الصوت شويه بحيث ان تسمعه وما تزعجش غير المسلمين به ."
ثم ألتفت نحو المسيحي و قلت له :
"- يا أستاذ هدي نفسك...كل ما في الأمر السواق ماكنش قصده أبدا انه يضايقك."
وجدت الرجل و قد انكمش في مكانه الجم فمه و احمر وجهه كاد يشبه لون طفل مولود .
استعد السائق للتحرك فوجدنا الفتاه تصرخ:
"لا هى ما حصلتش لكده شيل ايدك من على رجلى يا راجل يا اهبل "
كانت توجه كلامها للعجوز الجالس بجانبها والذى فوجئ بصراخها وما كاد يتكلم حتى صرخت فى من يجلس على الناحيه الاخرى منها بأن يسمح لها بالنزول من العربه؟
وبالفعل قفزت من باب العربه كأنها هاربه من حيوان مفترس وسارت مبتعده عنها ولم يخرج احد من المفاجاه حتى وجدت الشابان الجالسان بالخلف ينزلون هم ايضا من العربه ويتجهون ورائها فنظرت نحو الفتاه رأيتها تركب تاكسى قد أوقفته ثم انطلق يوصلها وفى نفس الوقت تحركت عربتنا بدورها لتكمل طريقها تاركه هذان الشابان وحدهما ورائها.