! مــا هــي الحـيـــاة !!
منذ زمن بعيد جدا كان الامبراطور يحدث احد الفرسان بالقصر، فقال الامبراطور
للفارس: اركب حصانك واجري به بقدر المستطاع وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل
الأراضي التي جريت عليها ملكاً لك
فامتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة
لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهي العرض، فظل يجري ويجري، مهما شعر بالجوع أو العطش
أو الارهاق فلم يبالي بذلك، حتى أعياه التعب واصبح غير قادر على الحركة بسبب
الارهاق والجوع والعطش والألم، صحيح أنه قطع مسافة طويلة جدا أكثر مما كان
يتوقع، لكنه اصبح في حالة احتضار، إنه بالفعل يموت
فقال في نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟ لماذا ضغطت على نفسي بهذا الشكل؟ لماذا
دفعت نفسي لتغطية أكبر مساحة ممكنة في حين إنني الآن أموت ولا أحتاج إلا لمساحة
صغيرة لأدفن بها.
ثـــم مــات الـفــــارس !!
هــذه هـــي الـحـيـــاة
ندفع بأنفسنا طول حياتنا لصنع المزيد من المال، المزيد من التوفير، إذا غطينا
احتياجاتنا الأساسية، سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية، واذا غطينا حاجاتنا
الكمالية، سعينا لتغطية الرفاهيات.
لـمـــاذا؟
ألـهـــذا خـلـقـــنا؟
أهـذا هـدفـنـا فـي الـحــياة؟
إذا نظرنا خلفنا في يوم ما سنجد أننا لم نفعل شيء
وكأن الحياة كلها ما هي إلا ملذات ومتاع
اعملوا ليوم لن ينفعكم فيه الحصان ولا أراضي الامبراطور