ليل يئن من وجع الظلام
وظلام موحش يدفع لغربة قاسيه
سحب مظلمة تزيد الظلام ظلمة
الفجر بعيد جداً
وبزوغ الشمس أصبح مستحيلاً
دموع السحاب تعلن قرب الرحيل المحتوم
الرعد يندب حظه العاثر بعنف
ولمعان البرق يدفع للجنون
فراش الموت
أرض خضراء فيها ورود متناثرة
فيها ذكريات همس خافت
فيها أحلام معطلة
فيها أماني مقتولة
فيها وعود وعهود
فيها مشاعر مذبوحة على صخور القسوة
فيها قلب يخفق بشدة
يرفض أن يتوب عن ترديد اسمها بصدى موجع
الدماء في الشرايين ترفض البعد عنها
لن تجرى إلا بها
لن تتحرك إلا لها
خطوات الرحيل
الأرض ترفض أن تسير الخطى عليها
تنغرس الخطوات بألم فيها
تلامس الجذور هناك
لكنه رعب الظلام
وداعي الفراق
إنها غربة قلب عاف الجسد
لم تعد تطيق الروح البقاء
ضاق كل الفضاء
إنها هجرة روح ملت الظلام
إنها لحظة غائبة في عمق التشرد والشرود
انه الظلام الذي لا ينتظر فجراً جديد
كل شيء متمرد
الخوف إعصار جامح
الخفق صوت جارح
الدماء تكاد تتمرد على شرايينها
المشاعر تندب الظلم والظلام
تحن للهروب من واقع أليم
والظلام الأسود لم يترك أمل لفجر قريب
حفرت لحظة في زمن ضعف رهيب
الظلم عم كل الأجزاء
والسكون يكاد يفني الوجود
خيوط شمس حزينة
أطلت بحزن رهيب
خيوطها صفراء شاحبة
تشعر ببؤس قلب في عالم تجاوز حدود الظلم
ترى سيدة الكون من نظراته الحزينة
تراها من قلب غاب نبضه وخفقه
أو من قلب صغير يكاد يتمرد على سجن أضلاعه القاسي
نهاية البداية لا بل بداية النهاية
أصوات هنا وهناك
حركات أقدام تعكر هدوء الصمت في هذه اللحظة
وصيحات هنا وهناك
تزعج الفجر الساكن بروعة الهدوء
خلف تلك النافذة الصغيرة
خطوات مرعوبة مستعجلة
ما الخبر ؟
لما كل هذا الضجيج ؟
أي نبأ يزفه هذا الفجر الجديد
قدمان صغيرتان
تسير بخطي متثاقلة
وعينان لن يستحملان الضوء الباهر لخيوط شمس حزينة
نظرت من خلف ستارها الوردي الرقيق
إنها نافذة الحياة لفجر جديد
أو قل أنها البعد الأخير لمعنى الحياة في فجر جديد
ينكشف الستار
ماذا تفعل هنا وحيدا
تشخص الحياة هنا في لحظة
لم يبقى من همس الحديث سوى ذاك الصوت من أعماق الصدق الدفين
وبينهما تقف كل مسافات الماضي والحاضر
هنا توقف كل شيء
توقف القلب عن الخفقان
وتجمد الدم في الشريان
وخرجت الروح من ذلك الجسد الهزيل لتبدأ رحلة جديدة
تلك نهاية البداية وبداية النهاية
منقوووووووول