زى ما وعدتكوا انا جبتلكوا قصة تانية كتبها شخص موهوب جدااااااااااا..... عايزة رايكوا
ودعت الأخوة والأصدقاء وبدأت طريق رحلتي الجديدة وكأنني مولود انبعث للعالم مؤخراً ولأول مرة ، يرى ويشاهد وبتابع كل ما حوله ليتعلم ويجرب أسس الحياة وقوانينها ، كالمبعوث الجديد لعالم الرجولة سرت ، طريقي يختلف عن طريق إخوتي وأصدقائي ، لم أكن أتخيل أنني سأصبح غيرهم ورأيت وحدتي أمام عيني بلا رفقاء أو أخلاء .
وذهبت ظنوني بعيداً وضرب بها عرض الحائط فتعرفت على الكثيرين أثناء سيرى في الطريق ، تسامرنا وسرنا معاً ، فكنا نعم الخليل لبعضنا البعض ولم نفترق لحظة حتى جاء مفترق الطريق فصاحب كل منا من صاحب وافترقنا وتوزعنا على مختلف الطرق ليبدأ جزء جديد من رحلتي في طريق أخص وأضيق من سابقه .
ومر الوقت بنا – أنا ورفاقي – مسرورين ومستمتعين أحياناً ساخطين كثيراً ولكننا نسير بلا توقف ، كل منهم يعلم طريقه جيداً وأنا أسير ورائهم لا أدرى لما اخترت هذا الطريق ، أهو بيدي أم بيدي عمرو .
وظللت هكذا حتى انتهى الطريق بي فقررت أن أعاود أدراجي لأختار من البداية متأنياً طريقي ، وهناك رأيته .
ما أن لمحته حتى علمت أنه سيكون رفيقي الجديد الذي سيعوض افتراق الأحباء والأخوة ، وكان ساقطاً في حفرة كبيرة وحيداً ، فساعدته على النهوض والخروج منها ثم سألته عن سبب تواجده هنا ، فأخبرني أنه كان برفقة آخرين يسيرون في طريقهم حتى سقط هو داخلها دون أن ينتبه أو يأخذ حذره لكنهم تركوه ورحلوا وسألني بدوره عن وجودي هنا فأخبرته عن حكايتي فأبكيته مصيبته وأبكاني مصيبتي ثم شددنا بأزر بعض وبدأنا الطريق مجدداً معاً .
وبرفقته تأكدت من أنه هو الفرد المختار ليكون رفيق عمري وشعرت أنه يبادلني نفس اليقين أو هكذا ظننت ، فلم يكن الطريق مستقيماً كما تمنيت بل وجدته متعرجاً صعب المنحنيات كثير التشعب منه وإليه .
وهكذا كانت بداية النهاية ، ظهر آخران أمامه في الطريق وكثيراً ما يلتفت نحوهم ثم يعود إلى ثانية فلم أخشى شيئاً منهم ولم أشعر حتى وجدت من حوله الكثيرين يأتون من كل طريق ليلتفوا حوله وهو سعيد بذلك يشعر بأهميته وكينونته لعد أن كاد يفقدها سابقاً وبدأ هؤلاء الدخلاء يحيطون به صانعين حلقة مفرقة بيني وبينه مانعة إياه من أن يراني جيداً أو ينتبه إلى فتزاحمت حتى دخلت معه إلى الحلقة الضيقة أتقرب من الآخرين ومنه أكثر لا أفترق عنه خاشياً ألا ينتبه لي وينساني ويتغلب عليه غروره وكبريائه العائد من السفر .
ومع ضيق الحلقة وتزاحم الدخلاء وسرعة السير بدأنا نتخبط أحدنا بالآخر مضايقاً إياه ومضايقاً إياي وكلما توغلنا في الطريق كلما أسرعت حركتنا وكلما تخبطنا أكثر وارتددنا عن بعض أقوى وأعنف وفى كل مرة نبتعد أكثر .
ولم يشعر الفتى بذلك ، أنا وحدي من حملت للأمر أهمية ورأيت له خطورة لم يراها هو بسبب من حوله من دخلاء .
ابتعدنا وابتعدنا حتى اختفى عن ناظري تماماً وسط المحيطين والملتفين به والذين أعموه عنى و ظننت أنني بلا أهمية عنده متأكداً أنه سيجدني وقتما يحتاج إلى ، ولم يدر أنني أصبح بعيداً عنه بكثير من الأميال حتى أصبحت العودة صعبة ومحالة .
فسرت وحدي في الطريق من جديد أشعر بآخرين يتقربون إلى ولا أراهم وكأنهم بلا وجود إلا في عقلي فأنا لا أرى غيره ولا يعوض نقصه أحد وتصورت لحظة أنني لن أصل لآخر الطريق وظُلَّمت الدنيا من حولي وأمام عيناى وتعثرت كثيراً حتى سقط أخيراً على وجهي ومر وقت وأنا ساكناً بلا حراك وكأنها نهايتي .
وفجأة أضئ الكون بأسره من حولي ووجدت من يساعدني على النهوض فنظرت إليه فوجدت أخوتي وأصدقائي وأحبائي والرفقاء الذين شعرت بهم مؤخراً قبل سقوطي ، وبدأ الأمل يجرى في عروقي من جديد وعلمت أن طريقي لم ينتهي بعد بل ما زال في بدايته .